الأحد، 25 نوفمبر 2018

يسوع الطفل يأبى أن ينام (تأملات مريمية)



يسوع الطفل يأبى أن ينام


كانت العذراء تهدهد إبنها يسوع،
في أقمطته البيضاء التي خاطتها حديثاً.

هو كان يثغثغ مثل عش عصافير.

تهدهده وتشدو له بصوت خافت، ما نشدوه لملائكتنا الصغار …
لكن يسوع الطفل كان يأبى أن ينام ….

مريم ويسوع

كان دهشاً مفتوناً بما يسمع،
يضحك في مغارته … وينطلق يغّني …
مثل كاهن قديس … مثل عضو جوقة …
ضابطاً النغم بحركات ذراعيه …
والعذراء القديسة حزينة … حزينة جداً …
وهي تشهد يسوع … يأبى ان ينام ….

قالت الأُم مرتجفة: “يا يسوعي العذب،
أخلد إلى النوم، يا حملي … يا حملي الأبيض الجميل …
نمْ … فقد فات اوان النوم … وإنطفأ المصباح …
وقد إحمرّ جبينك … وتعبت أعضاؤك …
نمْ يا حبّي … نمْ بلا وجل”…
لكن يسوع الطفل كان يأبى أن ينام ….

“إذا اغفيت بضع لحظات …
لوافت الأحلام … مثل رفوف الحمائم …
ولابتنت لها أعشاشاً فوق جفنيك …
ستأتي إليك … فنمْ … يا يسوعي العذب”.
لكن يسوع الطفل كان يأبى أن ينام ….

حينئذ مريم … وقد غشى عينيها الدمع …
أمالت نحو ابنها جبيناً حزيناً … قائلة:
“أنت لا تنام … وأمك تبكي …
أمك تبكي … يا صديقي الجميل …”
كانت الدموع تنسال من عينيها …
وفي الحال … استسلم يسوع للنوم …

(للروائي الفرنسي الفونس دوديه)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق